الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

لا أرى نفعاً في السيرة الذاتية التي تسيئ للاخرين

شرع في كتابة سيرته الذاتية ويتوقع اكتمالها مع بلوغه سن السبعين


 أعلن الأديب الليبي المعروف أحمد ابراهيم الفقيه أنه يعكف حالياً على كتابة سيرته الذاتية، وقد أنجز عدة فصول منها حتى الآن ورجح أن ينتهي من العمل عليها ونشرها مع بلوغه السبعين من العمر أي بعد نحو عامين.


وأطلق د. الفقيه على سيرته الذاتية: 'مرافيء للسفر..مرافيء للوصول'، وعلل ذلك في المقدمة الخاصة بالسيرة قائلاً: 'هكذا أرى رحلة الانسان في الحياة مرافئ...'.


وعن الطريقة التي يتبعها في كتابة سيرته الذاتية، قال الدكتور الفقيه انه سيتبع الطريقة التي يراها 'أكثر انصافاً لمفهوم السيرة وتجسيداً لها كجنس أدبي ..الطريقة التي تتيح لي أن أمضي مع أحداث حياتي أرويها كما أمضي مع رحلة الأفكار والآراء أرصد نضجها وتحولها وأستنبط ما وصل منها الى طبقة الوعي بقدر ما أستطيع من قوة الرصد والمعاينة والتسجيل...'.


ومع ذلك لم يسجل الأديب الليبي الذي قدم للمكتبة العربية حتى الآن ثلاثين كتاباً اعتراضه على طرق وأساليب كتابة السير الذاتية الأخرى على اعتبار أنها جميعاً 'أشبه بالشهادة ولصاحب الشهادة الحق أن يقول ما يعرف'، الا أنه أبدا تحفظاً على ما قد تتضمنه بعض السير الذاتية من اساءات لأشخاص آخرين في دائرة المعارف أو القرابة الخاصة بالكاتب، ضارباً مثلاً على ذلك بالسيرة الذاتية للبناني سهيل ادريس وما أثارته من جدل واستياء وصل الى حد وقف اصدار الطبعة الثانية منها بطلب من الأسرة.


وكان د. الفقيه تحدث في شأن سيرته الذاتية وما يتصل بها من أفكار خلال ندوة نظمها مؤخراً الملتقى الثقافي العربي في بريطانيا حيث حضرها جمع من المهتمين والمثقفين وأدارها الدكتور رمضان بنزير. ومضت الندوة بلا كثير جدل في وجهات النظر باستثناء ما أثاره موقف د. الفقيه من حدود المكاشفة والبوح في السيرة الذاتية خاصةً بعد أن وجه له الاعلامي الفلسطيني المعروف بكر عويضة سؤالاً حول المسموح والممنوع في السيرة الذاتية.


وأوضح د. الفقيه موقفه مجدداً وقال انه يجب أن يحرص كاتب السيرة الذاتية على تجنب الاساءة والتجريح للآخرين مهما كانت مواقفه كما عليه أن يتلافى الصدام مع القوانين وانتهاك مواده التي تجرم التجاوز في حقوق الآخرين، مشدداً على أن لكل سيرة ذاتية خصوصيتها وليس هناك من قاعدة عامة تنطبق على الجميع ولكن المبدأ الذي يجب أن يحتكم له الجميع كما يراه هو عدم الاساءة للآخرين، مؤكداً أنه سيعمد شخصياً الى الصراحة بقدر المستطاع في سيرته الذاتية ولكن دون أن يكون سبباً لايذاء أي أحد أو احراجه أو تشويه سمعته أو اهانته.


وكان الفقيه قد استهل حديثه بمحاولة للاحاطة بأشكال الكتابة السيروذاتية سواء في الغرب أم في العالم العربي. وعلى اختلاف الأشكال والدوافع التي رصدها أكد أنه قد حصل على متعة من وراء قراءة السير الذاتية 'لا تقل عن المتعة التي أحصل عليها من الأدب العظيم الذي يعتمد على الخيال في السرد القصصي والروائي'، وذلك رغم اقراره بأن هذا اللون من الكتابة ليس كله خيراً بل ان بعضه يأتي استجابةً لصوت الأنا المتضخمة أو محاولة لاعادة اختراع حياة مثل مذكرات بعض السياسيين أو المشاهير التي تحفل بالأحداث على حساب الأفكار.


ولكنه اعتبر أن مجموع هذه السير الذاتية قد يكون على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للمؤرخين والباحثين في الأحداث التاريخية فهي تشكل أحد مصادر التاريخ وشهادة من الشهادات في محكمته ولكنها ليست الحقيقة كلها ولا تكفي لرواية التاريخ كاملاً.


وسبق للكاتب أن قدم شذرات من سيرته الذاتية حسب تعبيره وذلك من خلال كتابه 'الانتماء لأشجار النخيل' قدم فيها بعض من ذكريات طفولته في مسقط رأسه قرية 'مزدة' جنوب طرابلس في ليبيا. وقال ان روح الحياة في هذه القرية ستعاود الظهور في سيرته الذاتية التي لن تقتصر عليها على كل حال وستمتد لتغطي فترات أخرى من حياته سيما تلك التي تتداخل مع بعض مراحل النشاط الثقافي والمسرحي في بلده الى جانب العديد من المحطات الأخرى التي قد تفيد المهتمين بهذه المراحل وتاريخها.


وأجمل د. الفقيه آماله في سيرته الذاتية بالقول: 'أريد أن تكون سيرتي الذاتية ابداعاً وأدباً وأن يكون لها ما للأدب من قوة الابداع والتعبير'.


ويتضمن الموقع الشخصي للدكتور الفقيه بعضاَ مما أنجزه من هذه السيرة الذاتية وقد وصل به التواضع حد الترحيب بملاحظات وانتقادات القراء على الجزء المنشور منها.
هيام حسان
القدس العربي لندن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق