الأحد، 24 أكتوبر 2010

بمناسبة رجوع الحجيج الى أوطانهم December 31, 2007


نقول حجا مبرورا, وذنبا مغفورا, وتجربة روحانية مؤثرة, في القلب والعمل, ونسال الله ان يحقق احلام من لم يحالفه الحظ للذهاب الى الحج هذه المرة. وان لسفر الحج تاثيرا, في النفس والروح, قد يشاهده من قام بالتجربة تجردا واحتسابا, وانتظارا لمغفرة الله وعفوه. و لا يجب ان يغفل الانسان عن اهم شئ في تجربته, الا وهي تعظيم شعائر الله . فعند ما وضع ابراهيم, هاجر ومعها اسماعيل, دعى دعوة جلجلة العرش, وحازت على رضا الله, وهذه الدعوة نراها بيننا تتحقق, والعالم كله يؤم الاض التي باركها الله, وترعرع فيها اسماعيل.ففي سورة ابراهيم الاية 37 يقول الله على لسان ابراهيم"ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" فبدعوة ابراهيم عليه السلام, لا زلنا نرى الناس يحجون الى مكة, وبارك في ارزاق اقوامها, منذ ذاك الوقت الى يومنا هذا. ولا زلت اذكر قول ذلك الانجليزي, الذي اسلم حديثا, عند ما قلل احد الاخوة من شأن الدعاء, واصبح يركز على ضرورية العمل, فقال الاخ الانجليزي" ان دعوة ابراهيم كانت دعاء في صحراء قاحلة, لا زرع فيها ولا ضرع, ولكن الله استجاب لدعائه, واصبحت دعوة يلبيها القاصي والدان". وهكذا هي الحياة, اساسها التخطيط, وكأن التخطيط الرباني هو الدعاء. فليدعو صاحب الحاجة ليلبي الله حاجته. وليكن دعاءه مكلل بالاخلاص والتجرد, والهرب من اطماع النفس, الى رحابة الله ورضوانه وحسن ضيافته, وقدرته على تحويل الموت والعدم الى حياة وسعة رزق.
ونقول للحجاج: "حجا مبرورا, وذنبا مغفورا"
وهذه بعض الخواطر التي قد يستشعرها الحاج

تجليات

سمعت هاتفا يدعوني ... الى مكة
الى رحلة الارواح تجمع في مرة
الى جمع الجِن والانس وملائكة الرحمة
يطوفون جميعهم حول الكعبة في مرة
الى تعظيم الشعائر والعمل في همسة
الى رحلة العمر قبل الفناء والقبرة
الى الاجتهاد والعبادة والتلبية بالكثرة
هيا الى الطواف عملا بالسنة
والملائكة تطوف بين الحجيج بالرحمة
والحَجَرُ يقول اعطني قبلة
والجو يفوح بعطور زهرة
والمقام يبوح بعلوم جمة
والجموع تطوف وتدعو في خشية
والسعي المشهود بين الصفا والمروة
وتصفى القلوب في صفاء ونقوة
وزمزم تنادي هل من عاطش ذو ولهة
وساقي الحجيج يسوق الماء بنقلة
وفي عرفاة اتخذ الجبل غطاء من النَسَمَة
والمكان ازدحم بالانس والملائكة والجِنة
وكأن صخرُها يقول امتطيني الى الجَنة
وعند المنارة فوق جبل الرحمة
استلقيت قليلا فاذا بها خطىً ويقظة
وشردة الروح مني والجوارح في فطنة
فتحت عيني فاذا بها السماء ذات نورة
وتجلى الاله فوق جبل الرحمة
الملَك والملائكُ يطوفون حوله
ولاح في الافق ملائكة ذو هيبة
وطاف طائف بالقبول والمنحة
وخِلت اني في حضرة ذو المُلك والعزة
وانحنى الظهر مني ركوعا وخشية
لبيك اللهم لبيك... جئت البي دعوة
وطاف طائف بالغفران بين اهل عرفة
وغُـسلت القلوب وغُـفر للمذنب بوفرة
وطافت الملائكة تصافح الحجيج ببسمة
هنيئا لقوم حازوا على مغفرة الاله وعطفه
وجبال من المغفرة ومثلهن من الرحمة
وفرحة غمرة قلوب الانس والملائكة والجِنة
بيوم شمل فيه الملِكُ... الخلائق بعفوه
ولما انتهت المقابلة على ظهرعرفة
وحان النزول من جبل الرحمة
سالت دموع الشوق مني والمحبة
وداعا لذكرى حبيب كانت بالامس له وقفة
وداعا لداعي العدل والمساواة في الامة
وخاطب الانس والجن بلغة اهل الجَنة
وصلاة عليه وسلام بالكثرة
وهكذا ظل يومها مرتسم في ايام الحجة


رحلة الروح

رحلة الروح بالبيت موثقة
الى باب السلام وافد في خشية
غضضت البصر الى ان قابلة الكعبة
رفعت رأسي لاكحل عيني بنظرة
استلمت الحَجر وبكيت من فرقة
خشع القلب وطُفت في خشية
دعوة دعاء عند بابها وسالت دمعة
سراديب زمزم وسعي الصفا والمروة
وشربت ماء زمزم ولم اروى البتة
وفي عرفات قام الحجيج جملة
يتضرعون في خنوع وخشية
وفي مِنيً كبروا بقلوب وجلة
وكيوم المحشر تتدفق الناس للرجمة
ويوم وداعا كان فيه القلب يطوف طوفة
مكة... تعج بالحجيج كخلايا النحلة
شعرة بالقشعريرة وتتجلى ا لروحانية
وصفة القلوب وهدأة النفوس المطمئنة
وفي جنة البقيع بكى الناس لفراق الصحابة
وفي الروضة المهداة وقفت في خشوع وذكرة
سلامٌ سلامًا على خير الخلق الهُمامة
وقصيدة في مدحه تليت بجانب قبره
من كان تتفجر منه ينابيع العلم والحكمة
بخ بخ ...ابا الامجاد والصولجان والعظمة
دُفنت ياخير الخلق وانت في طيبة
وددت رؤيتك كما كنت اراك في النومة
ومجالستك وانت تخاطب الامة
لعمري ان الصبر طال والزاد ذا قلةٍ
في حب طه صار قلبي في ولهةٍ


كتبه د بشير رجب الاصيبعي
bashirlasceabai@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق