السبت، 23 أكتوبر 2010

قصيدة رائعه حقا للشاعر ابي الطيب المتنبي



واحــــــر قــلــبــاه مـــمـــن قــلــبــه شـــبــــم
بـجــســمــي وحــــالــــي عــــنــــده ســــقــــم
مــا لــي أكـتـم حـبــا قـــد بـــرى جـســدي
وتـدعــي حـــب ســيــف الــدولــة الأمــــم
إن كـــــــان يـجـمــعــنــا حــــــــب لــغـــرتـــه
فـلــيــت أنــــــا بـــقـــدر الـــحـــب نـقـتــســم
قـــد زرتـــه و ســيــوف الـهـنــد مـغـمــدة
وقـــــد نــظـــرت إلــيـــه و الــســيــوف دم
فـــكــــان أحـــســــن خـــلــــق الله كــلـــهـــم
وكــان أحـسـن مـافـي الأحـسـن الـشـيـم
فـــــوت الــعـــدو الـــــذي يـمـمـتــه ظــفـــر
فــــي طــيــه أســـــف فـــــي طــيـــه نــعـــم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت
لـــــك الـمـهـابــة مـــــالا تـصــنــع الـبــهــم
ألـزمــت نـفـســك شـيـئــا لــيــس يـلـزمـهـا
أن لا يــواريـــهـــم بــــحــــر و لا عــــلـــــم
أكـلـمــا رمـــــت جـيــشــا فـانـثـنــى هــربـــا
تـصــرفــت بـــــك فــــــي آثــــــاره الــهــمــم
عـلــيــك هـزمــهــم فـــــي كــــــل مــعــتــرك
و مـــا عـلـيـك بـهــم عـــار إذا انـهـزمـوا
أمـــا تـــرى ظــفــرا حــلــوا ســــوى ظــفــر
تصافـحـت فـيـه بـيــض الـهـنـدو الـلـمـم
يـــا أعـــدل الـنــاس إلا فــــي معـامـلـتـي
فيـك الخصـام و أنـت الخـصـم والحـكـم
أعــيــذهـــا نـــظــــرات مـــنــــك صــــادقــــة
أن تحسـب الشحـم فيمـن شحـمـه ورم
ومــــا انـتـفــاع اخـــــي الـدنــيــا بـنــاظــره
إذا اسـتــوت عـنــده الأنـــوار و الـظـلــم
سيـعـلـم الـجـمـع مـمــن ضــــم مجـلـسـنـا
بـانـنـي خــيــر مــــن تـسـعــى بــــه قــــدم
انـــا الـــذي نـظــر الـعـمــى إلــــى ادبــــي
و أسـمـعـت كلـمـاتـي مــــن بــــه صــمــم
انــــام مــــلء جـفـونــي عــــن شــواردهــا
ويـسـهــر الـخـلــق جــراهـــا و يـخـتـصــم
و جـاهــل مـــده فـــي جـهـلــه ضـحـكــي
حـــتــــى اتـــتــــه يـــــــد فـــراســــة و فـــــــم
إذا رايـــــــت نــــيــــوب الــلـــيـــث بــــــــارزة
فــــــــلا تــظـــنـــن ان الــلـــيـــث يــبــتــســـم
و مهـجـة مهجـتـي مــن هــم صاحـبـهـا
أدركــــتـــــه بــــجـــــواد ظــــهـــــره حــــــــــرم
رجلاه فـي الركـض رجـل و اليـدان يـد
وفــعـــلـــه مــاتـــريـــد الــــكــــف والــــقــــدم
ومـرهــف ســـرت بـيــن الجحـفـلـيـن بــــه
حـتـى ضـربـت و مــوج الـمــوت يلـتـطـم
الــخــيــل والــلــيــل والــبــيــداء تـعـرفــنــي
والسـيـف والـرمـح والقـرطـاس و الـقـلـم
صحبـت فـي الفلـوات الـوحـش منـفـردا
حـتــى تـعـجـب مـنــي الــقــور و الأكــــم
يـــــا مـــــن يــعـــز عـلـيـنــا ان نـفـارقـهــم
وجـدانـنــا كــــل شـــــيء بـعــدكــم عـــــدم
مـــــا كــــــان أخـلـقــنــا مــنــكــم بـتـكــرمــة
لــــــو ان أمـــركـــم مــــــن أمـــرنـــا أمـــــــم
إن كــــان ســركــم مـــــا قـــــال حـاســدنــا
فــــمــــا لــــجــــرح إذا أرضــــاكـــــم ألـــــــــم
و بـيـنــنــا لــــــو رعــيــتـــم ذاك مــعــرفـــة
غــن المـعـارف فــي اهــل النـهـى ذمـــم
كــــم تـطـلـبــون لــنـــا عـيــبــا فـيـعـجـزكـم
و يـــكــــره الله مـــــــا تـــأتــــون والـــكــــرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفـي
أنــــا الـثـريــا و ذان الـشـيــب و الــهــرم
لـيـت الغـمـام الـــذي عـنــدي صـواعـقـه
يـزيـلـهــن إلــــــى مــــــن عـــنـــده الـــديـــم
أرى الــنــوى تقتضـيـنـنـي كــــل مـرحـلــة
لا تـسـتــقــل بـــهـــا الـــوخــــادة الـــرســــم
لــئــن تــركـــن ضـمــيــرا عـــــن مـيـامـنـنـا
لــيــحــدثــن لــــمــــن ودعـــتـــهـــم نـــــــــدم
إذا تـرحـلـت عـــن قـــوم و قــــد قــــدروا
أن لا تــفــارقــهــم فــالــراحــلـــون هـــــــــم
شــــر الــبــلاد مــكـــان لا صــديـــق بـــــه
و شـر مــا يكـسـب الإنـسـان مــا يـصـم
و شــــر مــــا قـنـصـتـه راحــتــي قــنـــص
شــبــه الــبــزاة ســــواء فــيـــه و الــرخـــم
بـــــأي لــفـــظ تــقـــول الـشــعــر زعــنــفــة
تــجـــوز عــنـــدك لا عـــــرب ولا عـــجـــم
هــــــــــذا عـــتـــابــــك إلا أنــــــــــه مـــــقــــــة
قــــــد ضـــمـــن الـــــــدر إلا أنـــــــه كـــلــــم

من شعر ابوالطيب المتنبي






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق